الخميس، 9 أغسطس 2012

المثقف وحد المعرفة


      
http://arabculture1.blogspot.com/
عارضني صديقي
المثقف حتي النخاع كما أعرف ،
عندما قلت
إننا تماما تستحق ما نحن فيه
قال
هكذا نجلد أنفسنا
وننكر ونضال من سبقونا ،
ربما ،
ولكن أين النصر الذي كان لنا
قبل هزائمنا المجانية لنبكيه ؟
إنا نسينا أخر انتصاراتنا

نتمدد في الوحل،
في الحمولة الأسنة لفضلات العشوائيات
نتلقى هبات الأليمة
من شتي الجهات ،
نغنى ونبكي
ونتبادل النكات الفاضحة
والمضحكة حد الألم ،
وتعرف أننا في الحلم
مع أن من يعرف أنه يحلم
يكون علي وشك اليقظة ..
تأملت طويلا تلك الفتاة ،
مشعة العينين ، مشرعة الروح
وشعرها يعمل في نسج الفضة
وفي يدها سلة من ورد النيل .

بادلتها نكاتي التي تشبه نوبات القلب
بسله من ورد النيل
ولم يكن ذلك سمعوا كما أعرف ،
فكلنا متروكون للعب في فضلاتنا
كأطفال لا يغادرون سن اليتم
وليس لهم أب افتراضي سوي الماضي ،
كلنا نلعب في الخرق القديمة
في العلب القديمة
 في العظام القديمة
في العواطف القديمة ،
في كل ما تحفل به الأرفف في دكان القلب ،
في الوطن المغلق دوما لأداء الصلاة ..

قلت لها : هنا أمد جذوري
وأنجب منك أعمدة للحكمة
فمدت ذراعيها المخضرتين وطرقتني
ورفعت نفسها علي أطراف أصابع قدميها
وعندما هبطت ببطء وبهجة ، في قبلتها المرتدة ،
أحسست برعشة الروح المنتقرة
حارة ورطبة ومنتفخة
تستقبل روحي .
ومن الطين الذي طويلا ما تأملته الشمس
أقمنا بيتا بلا حدود للمعرفة
يخترق العالم بمدخل حدس وهاجس ونص شعري ،
لكن سعادتنا سممتهم ،
أولئك القافزون سريعا إلي حناجرهم الحماسية ،
وكلاء الرب في إقامة حد المعرفة

وكلما صيقوا الحد وسع سلطانهم الأرض .
تواريت خلف سيمفونية " الوداع " لـ " هايدن "
وبكيت التماهي بين الذهاب والإياب
بين المرارة وشهد الملكة ،
موقنا بأن النصر الوحيد الذي كان لي لأبكيه
كان هو الحلم.
حملت لها ناري غير المسروقة من السماء ،
وها أناذا أعود حاملا رمادي،
ضارعا أن يمتصني اللحن .
حيث لا تصل الثعالب .
كان الطريق طويلا
كما الطريق من الدودة للإنسان
لكنني اجتزته كما أجتاز لسعة من لسان البرق
http://arabculture1.blogspot.com/
للكاتب : فاروق خلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق