السبت، 4 أغسطس 2012

إيزيسية


http://arabculture1.blogspot.com/
أتيت من مكان بعيد
أبعد من الصفاء الكريستالي لذاكرة الطفولة
أبعد من غبش الزهايمر الجمعي
و أبعد من أرفف الكتب
محصنة بالتراب من إثم القراءة
ومصفوفة بإحكام في الغرفة علي الجانبين
وقوفا في صلاة الغائب
تركت قلبي هناك نائيا
برغم دقاته هنا
كسيد زائف علي بقية الأعضاء .
من أرض عاشقة تعيش في
غرقت في عرق الغرباء
خطبت ود دمي
وأو همتني بغازها المسموم
ورصاصها المطاطي في العين
أنها معبودة الشعوب كلها وجاريتي أنا .
من جسر معلق
من خشب البلسا
من ذهب قديم
بين قارتين وبحرين
وحسين متضادين
وغيمتين تتصارعان علي جذب ما بينهما من بروق
وتندمجان في محنة شتوية
تنسكب جفوله علي زجاج النافذة
كبصمة سماوية علي صباح داخلي
في شهود من الكتب ..

أتيت من غرفه دفن مرشومة
برسوم تقرأ من أي اتجاه
من مجد مدفون في خشب الورد
ورائحة الشمع وزفرات الرفات في التراب ،
ولا تخسة واحدة ، ولا عضله عاصرة
تقرع ما في معدتي من قش
وما في عقلي من مجاز
مهما تقيأت
أو أفرطت في السماح بتطفل الكلمات
-     ريشة من الدخان في قرص عجة الشمس –
سأعايش الصباح كصباح سابق
كمادة لظلي
موسيقي غرفه الدفن
-     لمن يفرق بين الموسيقي وسمكرة السيارات –
تصدح يسر الوجود
مقطع طويل فقصير فطويل
تدوزن الكون
بطئ فسريع ، بطيئ ثم انقطاع
حوائط الغرفة لغة مقدسة
هي أضلع العالم ، أعمدة الفرح والهم
مراياه ، أعبرها ذهابا وإيابا
بجرة سكين واحد
بلساني وشيفاهي
أوزع عشقي عليها :




صبايا الحقل تبريرهن الشمس
ويدورهن خرائط البنات
نيليات ممشوقات النهود
بعيون عسلية وقشده وهديل وفقر
يبلمسن تامور القلب
صفصافاتها تمارس الحب واقفة
وديانها ترعها بيوتها سككها الزراعية
حميزات سواقيها يرشها الندي كل صباح
وتفرشها شلالات من شرائط الضوء والحرير
لتمشي عليها كما تمشي علي الرموش
الإلهة التي لقدميها ملمس السوسن
وعقصة شعرها زهرة لوتس
ولخطرات عينيها وشفتيها ما لا تود بعدها
أن تعرف الحب أبدا
وهذه صورتها التي رسمتها في صباي
-     الوردية من غير وجود الورد –
عندما كانت التكعيبية في أوج مجدها
رسمتها عارية تطوق بذارع شباك سريرها
وبذراع تستنت من الأرض العواطف والمعجزات
رسمت صدرها علي شكل هرمين صغيرين
وساقيها مسلتين
ورسمت اسمي في الجانب الأدكن من اللوحة
يتألق شحوبا وشعرا في مدارها
الاسم الذي قالت أنه اسمي السري
ستناديني به الملائكة يوم الغصب
".. إنهض فقد نوديت "

أتيت من مرارة باطنية
من عدة صنوبرية متقدة
من خلوة شك سرية
تفتت كياني إلي شذرات من شحن
أجر مشيتي والنوء يحمل عني صيرة أساطيري ،
فازع الهوية إلا من سؤال الهاوية
لا أعرف إن كنت احتضر علي مرأي الحلم
أم أحضر محكوما بالنفي من التاريخ .
وقلت لصاحبي : نحن اثنان
وعندما نصير ثلاثة سيكون أحدنا عميلا ،
يفتشون عن قلبي عند المعابر
وفي مفارق الطرق
وفي الأشعار الحدائية
وقلبي في معبد النيل
وجهة إلي الحائط كطفل معاقب
ويمشي  منتكسا تحت عيني السمكة الميتى ولغد الديك
أتامل من مثلي ينتكسون
-     وبيضاتهم تحت الحجر –
يكزون علي بؤسهم ويمضون :
خمسين بالمئة تحت خط العدم
 وتسعين تحت خط الظلام
 وتسعمئة بالمئة أرباح
تحية ممن يتناسلون في المقابر والصفيح
إلي ملاك المدن
ألف جثة هدية لأسماك القرش
خمسين مليونا عربون المحبة
لجارية سوف يقتلها فيما بعد
ثور في مخزن الخزف
ومن يمسك بقرني الثور ؟

المتحدث الرسمي باسم الله ،
أربع زوجات في حزيمه علي عصمته
وقصعة في حجم غرفه
عليها فتة وكبسيه
بمثبلات سلفية
وأجزاء أفخاذ وصدور وقصبات هوائية
تقطر دهنا تذوقها بمجرد النظر ،
يتصيد كوافلها وخواصرها بحرابة العشر
ويمضغها دون أن يعرف أفكارها ،
فسخ وكل
واضرخ فينا لشد الأحزمة
كريمة الكريمة
رز اصغر من العروة
صدر يتوسل وعينان تصغيان .
لا القلب ولا المخ ولا النخاع
الحب مصدره الترسبات الدهنيه تحت الجلد
وأنت برغيف القمح المسطرطي وكوب الشاي من نشارة الخشب
تريد أن تعرف الحب !
إيسيت .. إيزيس
مري بشفتيك علي صدري
أعيدي لصق اجزائي
فمنذك لم تمر من هنا سوي السحالي والعقربيات
سقيناها ماء لتسقينا حميما ،
الأعلام التي تقتفي أثر التجارة
خيانات ثقافة النيل لصالح ثقافة الصحراء
حيث الخداء بانتظار الريح
السراق والقتله
جلادو الأرواح


الزاحفون برئاتهم الحجرية علي كلام العشب
ذوو الواجهات الأمامية المزدحمة بأسماء الله
بالدعوة إلي إطلاق مليون لحية
لمواجهة المنطقة الحمراء في الميزانية
حيلهم علي غاربهم ، الصيارفة المحتمون جيدا بزبيب الصلاة
إيسيت .. إيزيس  / المنتقبات المرتعبات من كمثرات أجسادهن
مري بشفتيك علي جبيني / تحجلن من كساح النمو .
لأعود إليك عاشقا ريفيا ينتظر القطاف بلا  صبر
وتعودين إلي في شراع يغير وجهتة عند لسان النيل
من سمائك المفتوحة وغيمك الطليق
من جنة أنشأتها بنكهة يديك
من القمح والتوت والنبق والعصافير
ويعود العالم وديعا وصغيرا
مدركا بي كجزء مني .
أنت مخيفة يا حبيبي بما أنت مقدسة
مخيفة حتي وأنت في الأبدية
لأنك تكشفين الزيف من ملامحه
ولا تقبلين قر بابا ممن من العشاق أو القراصنة
وقد ألقيت علي الأرض سلاما لا سيفا
كم كنت كريمة وأنا أبكي علي صدرك
وفي حضنك منحتي غرفة دفن مشعة
علي سبيل النسيم الحر والشعراء والعزاء
لأنبعث منها كلحظة تنوير
سأبكيك فيما بعد
عندما أكون قد أتقنت الهيروغليفية ، اللغة الوداعيه ، 
لأتفاهم بها مع الأطلال السماوية
وبزوع الطبيعة وجاذبية التيار .
للكاتب : فاروق خلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق