الأحد، 19 أغسطس 2012

موسيقي الغرفة


http://arabculture1.blogspot.com/
http://arabculture1.blogspot.com/

في وضع التفكير العاطفي ،
وضع التروي في العشق ،
بنظرات تحوم حول الأشياء
ولا تحترق الأشياء ،
غالبا ما يكون الخد علي مسند اليد
واليد الأخرى في الجيب
تبحث عن دفء مفتقد ،
الساق اليسر قائمة ، واليمني محنية ،
والتوازن علي أطراف الأصابع .
وجهان يلتقيان :
هو الذي لا يحب أن يسير ، وفي ظهره ضوء النهار ،
وهي في " الكونشرتو " عازفة الفلوت .

  جفونها نصف مرخاة
وعيناها عمقان ناريان بفعل الكحل ،
وعلي كتفيها شعر الملائكة
من النجوم المراقة في الذهب ،
بأصابعها دقيقة الصنع 
تمسك الحياة من موسيقاها
" دوم دوم تك ، دوم دوم تك "
خطوتان إلي الأمام من الاستجابة والرقة
وخطوه للخلف من الجمود والصد .
والأشياء من كل مادة
تسلك مسلكا يفوق الطبيعة :
المواد البعيدة كل البعد عن التربية العاطفية ،
الحديد والخشب والجلد ،
مع المواد البعيدة كل البعد عن التكوين العسكري :
الحرير والكريستال والقطيفة .

تندرجان في انسجامات لا تري ولا ترد ،
يخطف فيها الزمن
لسعة وراء لسعة من لسان البرق .
أمجاد أرضية وسماوية تتماهي ،
الجمال العلوي يحدوه شوق لا يقاوم
للغوص في شفاف الأرض ،
وبأصابعها متقنيه الصنع
تقود العازفة كورال العصافير
إلي فروع أشجار اللوز ،
فيما ينضح هو بالإشفاق من الشباك ،
أو يجب ألا يكون في الحب
إلا المجون المهذب .
تتضام الموجات ، تتضامن
يتحول اللحن المنفلت
إلي عزاء

هل صرعت العازفة هنا تنينا ،
هل تسلقت صخرا ،
هل سبحت ضد تيار ،
هل تقلبت في لهب ؟
فقد نهضت الأقواس ملونة محمولة علي دوائر الصوت ،
رجعات تجرفها انسيابات ماء ماجن ،
وتناهي اللحن إلي تمهيد لختام فذ
حل فيه استنفار وبعت
وارتجال جريء
تشكل حبا يتجرد تحت الأصابع .
يود الآن لو تعلق بلحظة حكمة
كي لا تمر الرجفة دون إدراك .
كانت الريح تقتحم المطر ، وتلطم به الزجاج
فينساب جداول تحجب النظر ،
وثمة قاطرة تجرصف نوافذها الصفراء ،

وتطلق وصغيرا طويلا
يتبعه صغيران قصيران ،
وثمة رغبة تمشي علي عجل
تستحضر الوجود في اليد ، الأساطير في اليد
إمتدت الأيدي في نفس الوقت
تتشابك ، تتشبث
تدرج ، تضج ، تحضن ، وتضم ،
كان وراء الظلام ظلام أرق ،
حل الختام
الارتياح التام لما هو منفلت الزمام .
أن يأتي رجل أجوف
يأخذ العازفة من ساعدها الهس
ولا يترك في الغرفة إلا طريقة أخذها .
صوت صارخ من النخاع :
أنت علي حافة المطلق ، حذار من استعادة اللحن .
http://arabculture1.blogspot.com/
للكاتب : فاروق خلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق