في وضع التفكير
العاطفي ،
وضع التروي في العشق ،
بنظرات تحوم حول
الأشياء
ولا تحترق الأشياء ،
غالبا ما يكون الخد
علي مسند اليد
واليد الأخرى في الجيب
تبحث عن دفء مفتقد ،
الساق اليسر قائمة ،
واليمني محنية ،
والتوازن علي أطراف
الأصابع .
وجهان يلتقيان :
هو الذي لا يحب أن
يسير ، وفي ظهره ضوء النهار ،
وهي في "
الكونشرتو " عازفة الفلوت .
جفونها نصف مرخاة
وعيناها عمقان ناريان
بفعل الكحل ،
وعلي كتفيها شعر
الملائكة
من النجوم المراقة في
الذهب ،
بأصابعها دقيقة
الصنع
تمسك الحياة من
موسيقاها
" دوم دوم تك ،
دوم دوم تك "
خطوتان إلي الأمام من
الاستجابة والرقة
وخطوه للخلف من الجمود
والصد .
والأشياء من كل مادة
تسلك مسلكا يفوق
الطبيعة :
المواد البعيدة كل
البعد عن التربية العاطفية ،
الحديد والخشب والجلد
،
مع المواد البعيدة كل
البعد عن التكوين العسكري :
الحرير والكريستال
والقطيفة .
تندرجان في انسجامات
لا تري ولا ترد ،
يخطف فيها الزمن
لسعة وراء لسعة من
لسان البرق .
أمجاد أرضية وسماوية
تتماهي ،
الجمال العلوي يحدوه
شوق لا يقاوم
للغوص في شفاف الأرض ،
وبأصابعها متقنيه
الصنع
تقود العازفة كورال
العصافير
إلي فروع أشجار اللوز
،
فيما ينضح هو بالإشفاق
من الشباك ،
أو يجب ألا يكون في
الحب
إلا المجون المهذب .
تتضام الموجات ،
تتضامن
يتحول اللحن المنفلت
إلي عزاء
هل صرعت العازفة هنا
تنينا ،
هل تسلقت صخرا ،
هل سبحت ضد تيار ،
هل تقلبت في لهب ؟
فقد نهضت الأقواس
ملونة محمولة علي دوائر الصوت ،
رجعات تجرفها انسيابات
ماء ماجن ،
وتناهي اللحن إلي
تمهيد لختام فذ
حل فيه استنفار وبعت
وارتجال جريء
تشكل حبا يتجرد تحت
الأصابع .
يود الآن لو تعلق
بلحظة حكمة
كي لا تمر الرجفة دون
إدراك .
كانت الريح تقتحم
المطر ، وتلطم به الزجاج
فينساب جداول تحجب
النظر ،
وثمة قاطرة تجرصف
نوافذها الصفراء ،
وتطلق وصغيرا طويلا
يتبعه صغيران قصيران ،
وثمة رغبة تمشي علي
عجل
تستحضر الوجود في اليد
، الأساطير في اليد
إمتدت الأيدي في نفس
الوقت
تتشابك ، تتشبث
تدرج ، تضج ، تحضن ،
وتضم ،
كان وراء الظلام ظلام
أرق ،
حل الختام
الارتياح التام لما هو
منفلت الزمام .
أن يأتي رجل أجوف
يأخذ العازفة من
ساعدها الهس
ولا يترك في الغرفة
إلا طريقة أخذها .
صوت صارخ من النخاع :
أنت علي حافة المطلق ،
حذار من استعادة اللحن .
http://arabculture1.blogspot.com/
للكاتب : فاروق خلف