الأربعاء، 8 أغسطس 2012

فراشاتي



http://arabculture1.blogspot.com/
.. في غرفتي وحدي
أحدق في الظلال ،
الظلال المغذية
لشتي الحيوات الجائعة ،
الظلال التي تفر من الضوء خشية اغتصابها .
القوة الناعمة لي
بوسعهما أن تجول
إلي زنزانة أو إلي ميدان ،
حذائي الصيني الذي أطلب نفسي به في أطول السفر .
أيه قصة
ستحكيها الأشباح لي
وأنا لا أسمع
لأني دائم الإنصات لقصتي أنا ،
وأيه فتنه للسرد ستختار لي دورا غير دور البرئ  

ومن السجين الذي كان يحفر بمسمار قديم
صور العالم الذي لم يعد يراه ؟
بمسمار قديم
حول السجن إلي مفهوم لا يعرفه سواه !
العالم علي الجدران يلمع بغياب الشمس الحمراء !
أنا أيضا لم أتملك العالم
إلا بعد تمام اختفائه .
لكن شمسا هناك
أحفر لأجدها ،
أرسم المياة
ومدارات الطيور ،
تتلألأ المياة تحت أشجار الحور
ويمرق سرب من الأسماك
برعاية ملاك الصمت ..

لابد أن بنتا هناك ،
صوتها ضوء يركض رقصا تحت وشاح أحمر .
ياكل من بالخارج :
إحفروا معي
إرسموا معي ، وحدي قد تعبت
لابد أن بنتا هناك .
ومن السجين الذي كان يرسم بالوشم
صور الفراشات علي أثداء النساء ؟
أنا أرسمها بالوهم علي أثداء النساء ..
ومن الغريب الغريب
أن فراشاتي تطير .

ساعة ظهيرة وفتاة في نشوة
بجسد اللا مرئي
وموسيقاه التي لا ينصت إليها سراها ،
يدفع الهواء ستاره النافذة
فتدخل في إثره الشمس المستطيلة
وتهبط زوايا الظلال إلي أسفل
وتستقلي زهور الستارة علي المقعد الشاغر
وفي حجر الفتاة العاطلة من العاطفة
أخذه أشكال حروف الكتابة وتموجات المشاعر ،
ثبت كالأرانب
تتشابك وتتعاشق
حتي تصير ضوءا خالصا

وينبض الحب بين الأصابع
فتأخذ من الزهور المشغوله في حجرها
وتشبك شعرها ،
وتربت بلطف وخشية
أفكارها المتسارعة
حتي تصير حريرا خالصا .
ويكون " يانوس " إله البوابات
يوجهيه  المتقابلين
قد أغفي قليلا .

وعندما ينسحب الهواء بخفه من الأسي والخفة
ساحبا خلفه الستارة من زهورها ،
يتحول طيش الشمس إلي وسامة ،
وقمم الأسوار تود أن تقفز
وحروف الكتابة إلي أذرع ونداءات
ضارعة إلي الهواء أن يعاود ..
هذا الجماع الكوني
يكون أسمي ما يكون
في ذروة الظهيرة ،
حين ترفع الفتاه العاطلة من العاطفة
رأسها من بين يديها ،
وتجعل منهما مروحة .
للكاتب : فاروق خلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق