http://arabculture1.blogspot.com/ |
يتحلق الاطفال حول الارجوحة , الضحكات ترن مدوية مع دقات الناقوس النحاسي . . .
يقبض عليه طفل صغير , و يدق به في خبطات متكررة رتيبة , يتوارى تحت ثياب متهرئة
, تكشف عن صدر نحيل . . ينطلق من تحت اسنان المعلم الذهبية سبابا . .
. فتسرع يدي الصبي في دق الناقوس , و صوته الرفيع الواهن يخرج في نبرة مشروخة
الدور بخمسين قرش . . و يتعالى صياح الاطفال ... يصرعون متهافتين للصعود فوق الارجوحة
التي تتخذ شكل أذرع حديدية كالحة الالوان . .
تمتلىء الارجوحة عن آخرها بالأطفال . . و تتساقط النقود كثيرة في جيب المعلمناهرا الصبي و بشكل آمر
على الشغل يا ابن ال . . .
تدفع اليدان الهزيلتان الارجوحة . . تدور في بطء . . يعلو سباب المعلم , تذداد الدفعات
يلهس الصبي . . يعرق . . يتنفس بصعوبة من فرط الإعياء تتساقط حبات العرق . . تدور الارجوحة بشدة . . تعلو ضحكات
الاطفال . . تصفق الايادي في سعادة بادية يتضاحك الكبار المتحلقون حول الارجوحة و هم سعداء بأبنائهم . . تعلو في الفضاء
اصوات طيور تحلق في سرب كبير عائدة الى عشاشها . . فجأة . .
صوت طلقات رصاص مدوية تنطلق نحو السرب . . يسقط طائر مضرجا في دمه
مازالت الارجوحة تلف و تدور و الطفل مازال يدفع منهك القوى . . و فجأة
يسقط الصبي على وجهه منكفأ بجوار الطائر الصريع . . يعلو صوت المعلم في ضيق
مجنون لا تلتقط الطائر . . صاحبه قادم لأخذه . . استمر في الدفع يا ابن . .
لم يجب الصبي , ظل منكفأ على الارض على ركبتيه و الطائر الذبيح بجواره
لكزه المعلم في كتفه , سقط الصبي منبطحا على الارض ووجهه منغمس في التراب . . توقفت الارجوحة
كتمت الضحكات . . عبثت الايادي بالطفل . . كان الوجه شاحبا . . و الانفاس خافتة متقطعة . .
و قبل أن تمتد إليه يد برشفة ماء كان قد لفظ أنفاسه .
http://arabculture1.blogspot.com/
الكاتب : ملاك سرور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق