الاثنين، 23 يوليو 2012

الأرجوحة

http://arabculture1.blogspot.com/
http://arabculture1.blogspot.com/


يتحلق الاطفال حول الارجوحة , الضحكات ترن مدوية مع دقات الناقوس النحاسي . . .

يقبض عليه طفل صغير , و يدق به في خبطات متكررة رتيبة , يتوارى تحت ثياب متهرئة


 , تكشف عن صدر نحيل . . ينطلق من تحت اسنان المعلم الذهبية سبابا . . 

. فتسرع يدي الصبي في دق الناقوس , و صوته الرفيع الواهن يخرج في نبرة مشروخة

الدور بخمسين قرش . . و يتعالى صياح الاطفال ... يصرعون متهافتين للصعود فوق الارجوحة

التي تتخذ شكل أذرع حديدية كالحة الالوان . .

تمتلىء الارجوحة عن آخرها بالأطفال . . و تتساقط النقود كثيرة في جيب المعلمناهرا الصبي و بشكل آمر

على الشغل يا ابن ال . . .

تدفع اليدان الهزيلتان الارجوحة . . تدور في بطء . . يعلو سباب المعلم  , تذداد الدفعات

يلهس الصبي . . يعرق . . يتنفس بصعوبة من فرط الإعياء تتساقط حبات العرق . . تدور الارجوحة بشدة . . تعلو ضحكات

الاطفال . . تصفق الايادي في سعادة بادية يتضاحك الكبار المتحلقون حول الارجوحة و هم سعداء بأبنائهم . . تعلو في الفضاء

اصوات طيور تحلق في سرب كبير عائدة الى عشاشها . . فجأة . .

صوت طلقات رصاص مدوية تنطلق نحو السرب . . يسقط طائر مضرجا في دمه

مازالت الارجوحة تلف و تدور و الطفل مازال يدفع منهك القوى . . و فجأة

يسقط الصبي على وجهه منكفأ بجوار الطائر الصريع . . يعلو صوت المعلم في ضيق

مجنون لا تلتقط الطائر . . صاحبه قادم لأخذه . . استمر في الدفع يا ابن . .

لم يجب الصبي , ظل منكفأ على الارض على ركبتيه و الطائر الذبيح بجواره

لكزه المعلم في كتفه , سقط الصبي منبطحا على الارض ووجهه منغمس في التراب . . توقفت الارجوحة

كتمت الضحكات . . عبثت الايادي بالطفل . . كان الوجه شاحبا . . و الانفاس خافتة متقطعة . .

و قبل أن تمتد إليه يد برشفة ماء كان قد لفظ أنفاسه .
http://arabculture1.blogspot.com/


الكاتب : ملاك سرور 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق