الخميس، 16 مايو 2013

عشبه جلجامش

http://arabculture1.blogspot.com/

في طريقي إلي العشبة التي تقي من الموت ،
يقطع علي الطريق :
لن تصل ولن تعود
فأنا شدة برعشة البري لحظة التقاط الطعم :
كيف تصيد الوعل قرب النبع ؟
رويدا عليه حتي يرتوي .
وأوصل من غير طريق الحرير ،
بحذر علي أطراف أصابعي
والعشبة تقود خطاي .
يأتيني متسللا ليلا كلمي ،
يسلبني ما أجمعه نهارا من أمكنة وناس وعادات
مرددا بجسارة من يعلمني أدب الفقد :
أنا أخذ منك كل شئ لأني أريدك حرا من أي شئ .


أيها الموت المعبأ في الحياة ،
بالخوف واللأشرف ،
كالماء تأخذ شكل الإناء
وتغص باللقمة في حلق الريح ،
ماذا تخشي من فريستك
وعيناها أمامك تنسحبان من الفضاء ؟.
تخطفني عيناها من شجاعتي في انسحابها ،
تلك نقطة ضعفي .
دعني أمر إلي العشبة التي تقي منك ،
وعد أمي وهي تلعب في شعري ،
تعرفت في عينيها علي ألوان الزهر ،
وما يزت في ثياباها بين أشكال الخزف ،
وضحكت ملء قلبي من الأصابع الصغيرة
التي سوت بيضه المداعبة ، وتشرتها ،
وتلك التي حاولت أن تنالها ،


دون أن أعي أن ثمة علاقة فارقة ،
سوف تربط الأصابع الصغيرة والمسنة
بالأطفال القتلي في حرب قذرة ، في مظاهرة ،
والأطفال الغرقي في عبارة تالفة ،
والأطفال الحرقي في قطار عاق ،
كان عهدهالي كالأرض والزمن .
فيجيبني بشفتيه التعويضيين من الظلام والثلج :
أنا أخر الزمن ، وهنا أخر الأرض
أحاوره متمسكا بتلك القشة
التي تستدعي الوجود في اليد :
لعلها ليست أخر اللغات .
ويأتيني صوته مشبعا بمرارة القهوة الصباحية :
لن تصل ولن تعود
ويطل وجهها من القدح في نزق ملكي .


وعيناها في ضوء الزبد البني
تملكان من التهور
ما يجعلها توقع ولا تقع في الحب ،
وتهمي بي :
لا تمنع إلا في وجود الرغبة
من أي الحدائق أنت قادمة أيتها الوردة ؟
من حديقة الحواس .
فيرتد بشفتيه التعويضين من المروج والوهج :
أنا أرسلتها لتكتب معك سيرة لا تكون ،
لعلها تغنيك عن حياة المستحيل .
ويأتيني نقرا كالمطر علي زجاجي :
هل فتشت جيدا في جيب هذا الشتاء ؟
لا ، وجدت هذا الشتاء فجأة بداخلي .
كان في الجيب عشبه أرسلتها إليك أمك ،
وأنا مددت يدي ووصلت إليها قبلك ،
لك الآن أن تغلق عليها قلبك . 

http://arabculture1.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق