في طريقي إلي العشبة
التي تقي من الموت ،
يقطع علي الطريق :
لن تصل ولن تعود
فأنا شدة برعشة البري
لحظة التقاط الطعم :
كيف تصيد الوعل قرب
النبع ؟
رويدا عليه حتي يرتوي
.
وأوصل من غير طريق
الحرير ،
بحذر علي أطراف أصابعي
والعشبة تقود خطاي .
يأتيني متسللا ليلا
كلمي ،
يسلبني ما أجمعه نهارا
من أمكنة وناس وعادات
مرددا بجسارة من
يعلمني أدب الفقد :
أنا أخذ منك كل شئ
لأني أريدك حرا من أي شئ .
أيها الموت المعبأ في
الحياة ،
بالخوف واللأشرف ،
كالماء تأخذ شكل
الإناء
وتغص باللقمة في حلق
الريح ،
ماذا تخشي من فريستك
وعيناها أمامك تنسحبان
من الفضاء ؟.
تخطفني عيناها من
شجاعتي في انسحابها ،
تلك نقطة ضعفي .
دعني أمر إلي العشبة
التي تقي منك ،
وعد أمي وهي تلعب في
شعري ،
تعرفت في عينيها علي
ألوان الزهر ،
وما يزت في ثياباها
بين أشكال الخزف ،
وضحكت ملء قلبي من
الأصابع الصغيرة
التي سوت بيضه
المداعبة ، وتشرتها ،
وتلك التي حاولت أن
تنالها ،
دون أن أعي أن ثمة
علاقة فارقة ،
سوف تربط الأصابع
الصغيرة والمسنة
بالأطفال القتلي في
حرب قذرة ، في مظاهرة ،
والأطفال الغرقي في
عبارة تالفة ،
والأطفال الحرقي في
قطار عاق ،
كان عهدهالي كالأرض
والزمن .
فيجيبني بشفتيه
التعويضيين من الظلام والثلج :
أنا أخر الزمن ، وهنا
أخر الأرض
أحاوره متمسكا بتلك
القشة
التي تستدعي الوجود في
اليد :
لعلها ليست أخر اللغات
.
ويأتيني صوته مشبعا
بمرارة القهوة الصباحية :
لن تصل ولن تعود
ويطل وجهها من القدح
في نزق ملكي .
وعيناها في ضوء الزبد
البني
تملكان من التهور
ما يجعلها توقع ولا
تقع في الحب ،
وتهمي بي :
لا تمنع إلا في وجود
الرغبة
من أي الحدائق أنت
قادمة أيتها الوردة ؟
من حديقة الحواس .
فيرتد بشفتيه
التعويضين من المروج والوهج :
أنا أرسلتها لتكتب معك
سيرة لا تكون ،
لعلها تغنيك عن حياة
المستحيل .
ويأتيني نقرا كالمطر
علي زجاجي :
هل فتشت جيدا في جيب
هذا الشتاء ؟
لا ، وجدت هذا الشتاء
فجأة بداخلي .
كان في الجيب عشبه
أرسلتها إليك أمك ،
وأنا مددت يدي ووصلت
إليها قبلك ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق